التفاؤل




                                                  التفاؤل
يقول روبرت شوللر: "إن الأوقات العصبية لا تستمر إلى الأبد، لكن الأقوياء يستمرون"... من فوائد التفاؤل لأنه يعبرعن حسن ظنك بالله



عز وجل، وأنه يجلب السعادة إلى النفس والقلب، ولأن في الفأل تقوية للعزائم وانطلاق إلى النجاح، وباعثاً على الجد والأمل فلولا الأمل


لبطل العمل , وفي التفاؤل إقتداء بالسنة المطهرة ، وأخذ بالأسوة الحسنة ، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يتفاءل في حروبه وغزواته ...


والتفاؤل يؤدي إلى توحيد قوة الروح وقوة الجسد. ومن استقرار الروح تنتج الصحة النفسية التي ترتبط غاية الارتباط بقدرة الشخص


على التوافق مع نفسه والمجتمع الذي يعيش فيه، وهذا يؤدي - بالضرورة - إلى التمتع بحياة هادئة سوية، مليئة بالتحمس، وخالية من

التأسي والاضطراب وخالية من التشاؤم. وهذا يعني أن يرضى عن نفسه، وأن يتقبل ذلك، كما يتقبل الآخرين


فلا يظهر منه ما يدل على عدم التوافق الاجتماعي أو السلوك الشاذ، بل يسلك السلوك الاجتماعي المعقول المتسم بالاتزان


والمتصف بالإيجابية والقدرة على مواجهة المواقف ومجابهة المشاكل التي تقابل الفرد في مختلف نواحي حياته , وبناءً على هذا



فالصحة النفسية لا تعطى للفرد، ولكنه يكتسبها بجده واجتهاده، فكل فرد مسئول عن صحته النفسية وعن نموها، فكما ترى الأمور بصورة ايجابية تفاؤلية أو صورة سلبية تشاؤمية فإنها تنعكس على شخصيتك وبالتالي هي التي ستحدد سلوكك.


و التفاؤل أو الأمل مما يساعد في الاستقرار النفسي ومعناه: توقع النجاح والفوز في المستقبل القريب والاستبشار به في المستقبل البعيد ..


ولا يكون ذلك إلا بالاعتماد والثقة في الله سبحانه وتعالى والثقة في النفس والأمل.


وأعلى مراتب التفاؤل توقع الشفاء عند المرض، والنجاح عند الفشل، والنصر عند الهزيمة وتوقع تفريج الكروب، ودفع المصائب والنوازل عند وقوعها , فالتفاؤل والأمل


عملية نفسية إرادية تولد أفكار ومشاعر الرضا والتحمل والثقة , وتبعد أفكار ومشاعر اليأس والانهزامية والعجز، وترقى بالإنسان إلى النجاح والتألق.

                                    


والتفاؤل ينشط أجهزة المناعة النفسية والجسدية، وهذا يجعله طريق الصحة والسلامة والوقاية والمتفائل يفسر


الأزمات تفسيراً إيجابياً، ويعتبر الفشل تجارب يستفيد منها في المستقبل وليست عائقا أمام تقدمه ويبعث في نفسه الأمل والثقة والأمن والطمأنينة


ويتفق علماء النفس على ضرورة أن يعيش الفرد يومه متفائلاً، حتى في الظروف الصعبة، ولا يقلق على المستقبل ، فلكل مشكلة

احتمالات لحلها، والفشل يجب أن يؤخذ على أنه تجارب، وعلى الشخص أن يستفيد من هذه التجارب، ثم يحاول التحسين بهدوء وتعقل.


ومن ناحية أخرى يقول علماء النفس علينا أن ندرك جيداً أنه لا إفراط ولاتفريط، صحيح أن المتفائل بالخير يجده، ولكن الأحوط أن لا

يفرط أو يغالي في التفاؤل، لأنه قد يدفع بالفرد إلى المغامرة، وعدم أخذ الحيطة والحذر في حياته.


وكذلك يعتبر التشاؤم في نفس الوقت مظهراً من مظاهر انخفاض الصحة النفسية لدى الفرد، لأن التشاؤم يستنزف طاقة الشخص، ويقلل من نشاطه، ويضعف من دوافعه وتفكيره، ويبعده عن الأمل والسعادة والثقة بالنفس والنجاح، ولذلك فإن التفاؤل
من مظاهر الصحة النفسية ، ولا يكتمل التفاؤل إلا بالإيمان بالله عز وجل ، والقدرة العظيمة التي تسير كل شيء ، الذي له ملك السماوات والأرض


وخلاصة القول أن التفاؤل هو مفتاح الصحة والسعادة والنجاح ، فالتفاؤل هو الذي يؤكد الذات ويزيد الثقة بها ويمنح الشعور بالمقدرة والتحكم والسيطرة على التصرفات الحالية والمستقبلية


ويعطي المرء الاستقلال الفكري والنفسي الذي يتيح له الإمساك بمفاتيح الشخصية وعدم تركها للآخرين حتى لا يكون قشة في مهب الريح 0


كما أن التفاؤل يكسب المرء القدرة على تجاوز الأفكار السلبية وكسر حلقاتها وتغيير اتجاه حركتها وتنمية الأفكار الإيجابية والارتفاع بالقدرات الكامنة فيه كي لا يقع في براثن الإحباط والتشاؤم ...


إن المتفائل الحقيقي محب على الدوام لا يعرف الحسد والحقد والكراهية التي نهى عنها ديننا الحنيف ، والمتفائل عندما يتخفف من هذه الأثقال التي تعوق كلانطلاقة إيجابية سيكون حراً فاعلاً بانياً 0


والتفاؤل مسلك يفرضه الإيمان بالله والرضا بقضائه وقدره ، أما التشاؤم فهو مسلك لا يستقيم مع ذلك الإيمان ، وعليه فإن تحول المتشائم إلى متفائل ممكن إذا تمت له الهداية واتبع الطريق الصحيح بعد التوكل على الله ، ولا شيء مستحيل لإحداث التغيير المطلوب
بمشيئة المولى عز وجل 0

فلهذا كن متفائلاً وابتعد عن التشاؤم وابتسم فإن الحياة لك ولمن حولك



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق